هزيمة "اللوبى" اليهودى..!
الأربعاء- 11-11-2020
استكمالا لحديث أمس عن أسباب تراجع ترامب، وهزيمته، وما قامت به الصحافة والإعلام من خلقْ حالة من التعبئة العامة ضده، بالإضافة إلى أسباب أخرى كثيرة-أعتقد أن تراجع ترامب، أيضا، كشف حقيقة "اللوبى" اليهودى داخل المجتمع الأمريكى، وعدم قدرته على التأثير الضخم فى نتائج الانتخابات هناك.
"اللوبى" اليهودى ظل طوال الوقت، ومنذ قيام إسرائيل عام 1948، يحاول الإيهام بقدرته على صناعة الرؤساء الأمريكيين، وأنه القادر على حسم الانتخابات لمصلحة هذا المرشح أو ذاك.
لم يختلف مرشح عن آخر فى مغازلة "اللوبى" اليهودى، سواء بايدن أو ترامب، لكن ترامب ألقى بكل أوراقه على طاولة "اللوبى" اليهودى، وفعل ما لم يفعله رئيس آخر فى هذا الإطار.
كان ترامب حريصا على تقديم الهدايا المجانية لإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بها كعاصمة لها، وتقديم مساعدات سخية غير مسبوقة لتل أبيب، وصديقه نيتانياهو، فى إطار التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل.
أعتقد أن ترامب كان يفعل كل ذلك من أجل ضمان الفوز بالانتخابات الأمريكية بسهولة، وقد فعل كل ما يمكن فعله قبيل هذه الانتخابات لإنهاء "عُزلة" إسرائيل فى المنطقة، وحقق نتائج، فى هذا الإطار، كان يَصعب تحقيقها.
رغم كل ذلك، لم ينجح "اللوبى" اليهودى فى تغيير نتائج الانتخابات، ليسقط ذلك الوهم، الذى تم ترويجه لفترات طويلة، فى قدرة ذلك "اللوبى" على صناعة الرؤساء فى أمريكا، وحسم الانتخابات لمصلحة مرشح على حساب آخر، وهو ما تستحق دراسته بعمق من جانب الدول العربية، والمراكز البحثية، خلال المرحلة المقبلة.
عبدالمحسن سلامة